فصل: ذكر خلافة المطيع:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التنبيه والإشراف (نسخة منقحة)



.ذكر خلافة المطيع:

وبويع المطيع الفضل بن جعفر المقتدر بالله، ويكنى أبا القاسم، وأمه أم ولد صقلبية، تسمى مشعلة- يوم الخميس لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة 334.
ولخمس سنين خلت من خلافته أعيد الحجر الأسود إلى موضعه من البيت الحرام في ذي الحجة سنة 339 وكان أخذه في سنة 317 على ما قدمنا في خلافة المقتدر في هذا الكتاب.
وقد ذكرنا في كتاب مروج الذهب، ومعادن الجوهر أخبار الحجر في الجاهلية ومن تداوله من الأمم من جرهم، وإياد، والعماليق، وخزاعة وكم مرة أزيل من موضعه ثم رد إليه، وغير ذلك من أخبار مكة والبيت الحرام.
والغالب على أمر المطيع والقيم بتدبير الحضرة إلى هذا الوقت أحمد بن بويه الديلمي، المسمى بمعز الدولة وكتابه وزالت أكثر رسوم الخلافة، والوزارة في وقتنا هذا، وهو سنة 345 على ما ينمى إلينا من أخبارهم ويتصل بنا من أحوالهم، لطول غيبتنا عن العراق، ومقامنا بأرض مصر والشأم قال المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي: ولم نعرض لوصف أخلاق المتقي والمستكفي والمطيع ومذاهبهم، إذ كانوا كالمولى عليهم، لا أمر ينفذ لهم.
أما ما نأى عنهم من البلدان، فتغلب على أكثرها المتغلبون، واستظهروا بكثرة الرجال والأموال، واقتصروا على مكاتبتهم بأمرة المؤمنين والدعاء لهم وأما بالحضرة، فتفرد بالأمور غيرهم، فصاروا مقهورين خائفين، قد قنعوا باسم الخلافة، ورضوا بالسلامة.
وما أشبه أمور الناس بالوقت إلا بما كانت عليه ملوك الطوائف بعد قتل الإسكندر بن فيلبّس الملك داريوش وهو دارا بن دارا ملك بابل إلى ظهور أردشير بن بابك الملك كل قد غلب على صقعه، يحامي عنه ويطلب الازدياد إليه، مع قلة العمارة، وانقطاع السبل، وخراب كثير من البلاد، وذهاب الأطراف، وغلبة الروم وغيرهم من الممالك على كثير من ثغور الإسلام ومدنه وقد أتينا على شرح جميع ما ذكرنا في هذا الكتاب وإيضاحه وأخبار من ذكرنا والغرر من أيامهم وما كان من الكوائن والهرج والأحداث في أعصارهم، وغير ذلك من أخبار الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وما كان فيها من الفتن والحروب في كتابنا في أخبار الزمان، ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية، والأجيال الخالية، والممالك الداثرة، وفيما تلاه من الكتاب الأوسط، وفي كتاب مروج الذهب، ومعادن الجوهر وفي كتاب فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف وفي كتاب ذخائر العلوم، وما جرى في سالف الدهور وفي نظم الجواهر، في تدبير الممالك والعساكر وفي كتاب الاستذكار، لما جرى في سالف الأعصار الذي كتابنا هذا تال له ومبني عليه. وغيرها من كتبنا.
وأودعنا كتابنا هذا لمعاً من ذلك، استذكاراً لما تقدم من كتبنا منبهين على ما سلف من تصنيفنا.
وقد كان سلف لنا قبل تقرير هذه النسخة نسخة على الشطر منها، وذلك في سنة 344، ثم زدنا فيها ما رأينا زيادته، وكمال الفائدة به، فالمعول من هذا الكتاب على هذه النسخة دون المتقدمة.
وكان فراغ علي بن الحسين بن علي المسعودي من تأليف هذا الكتاب بفسطاط مصر سنة 345 للهجرة في خلافة المطيع. والملك على الروم قسطنطين ابن لاون بن بسيل، وهي سنة 1702 لبختنصر، وسنة 1268 للإسكندر بن فيلبس الرومي، وسنة 673 لأردشير بن بابك، وسنة 324 ليزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز، آخر ملوك فارس.
والله ولي التوفيق.